-->

دراسة جديدة تحذر من عادة يومية قد تُصيبك بمرض ألزهايمر

في عصر تتسارع فيه وتيرة الحياة، أصبحت العادات اليومية تشكل حجر الأساس لصحتنا الجسدية والعقلية. وبينما نركّز على التغذية والرياضة والنوم، تغيب عنّا أحيانًا عادات تبدو بسيطة لكنها تحمل آثارًا جسيمة. إحدى هذه العادات هي "الجلوس لفترات طويلة"، والتي كشفت دراسة حديثة أنها قد تكون عاملًا مباشرًا في الإصابة بمرض ألزهايمر، حتى لدى الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام.

أولًا: ما هو مرض ألزهايمر؟

تعريف المرض

ألزهايمر هو اضطراب عصبي تدريجي يؤدي إلى تدهور الذاكرة والوظائف المعرفية، ويُعد الشكل الأكثر شيوعًا من الخرف.

مراحل تطور المرض

  • المرحلة المبكرة: نسيان الأحداث القريبة، صعوبة في التذكر.
  • المرحلة المتوسطة: اضطرابات في اللغة، تغيرات سلوكية.
  • المرحلة المتقدمة: فقدان القدرة على التواصل، الاعتماد الكامل على الآخرين.

ثانيًا: العادة الخطيرة التي حذرت منها الدراسة

الجلوس أو الاستلقاء لفترات طويلة

كشفت دراسة من جامعة فاندربيلت الأمريكية أن الجلوس لفترات طويلة، سواء في العمل أو أثناء مشاهدة التلفاز، يزيد من خطر الإصابة بألزهايمر، حتى لو كان الشخص يمارس الرياضة لمدة 150 دقيقة أسبوعيًا.

تفاصيل الدراسة

  • شملت أكثر من 400 شخص فوق سن الخمسين.
  • استخدم الباحثون أجهزة لقياس النشاط البدني.
  • تم إجراء اختبارات إدراكية وفحوصات دماغية على مدى 7 سنوات.
  • النتائج: الأشخاص الذين جلسوا لفترات أطول كانوا أكثر عرضة لانكماش منطقة الحُصين في الدماغ، وهي المسؤولة عن الذاكرة والتعلم.

ثالثًا: لماذا يُعد الجلوس لفترات طويلة خطرًا؟

تأثيره على تدفق الدم إلى الدماغ

الخمول الطويل يقلل من تدفق الدم، مما يؤثر على تغذية الدماغ بالأكسجين والمواد الحيوية.

انكماش حجم الدماغ

تم رصد انكماش في منطقة الحُصين، وهو مؤشر مبكر على تطور ألزهايمر.

ضعف الوظائف المعرفية

الجلوس المفرط ارتبط بانخفاض الأداء في اختبارات الذاكرة والانتباه.

رابعًا: هل الرياضة وحدها كافية للوقاية؟

المفاجأة في نتائج الدراسة

حتى الأشخاص الذين مارسوا الرياضة بانتظام لم يكونوا محصنين من تأثير الجلوس الطويل.

التفسير العلمي

التمارين الرياضية لا تعوّض الضرر الناتج عن الجلوس المستمر، لأن الجسم يحتاج إلى حركة مستمرة على مدار اليوم.

خامسًا: عوامل خطر إضافية

الجينات الوراثية

الأشخاص الذين يحملون جين APOE-e4 كانوا أكثر عرضة لتأثير الجلوس الطويل على الدماغ.

التلوث البيئي

دراسة أخرى ربطت بين التعرض لتلوث الهواء وزيادة تراكم بروتينات الأميلويد وتاو في الدماغ، مما يسرّع التدهور المعرفي.

سادسًا: كيف نحمي أنفسنا؟

تقليل وقت الجلوس

  • الوقوف كل 30 دقيقة.
  • استخدام مكاتب قابلة للتعديل.
  • المشي أثناء المكالمات الهاتفية.

دمج الحركة في الروتين اليومي

  • صعود الدرج بدلًا من المصعد.
  • المشي بعد تناول الطعام.
  • ممارسة تمارين التمدد في فترات الراحة.

تحسين جودة الهواء

  • استخدام أجهزة تنقية الهواء.
  • تجنب المناطق ذات التلوث المرتفع.
  • دعم السياسات البيئية المحلية.

سابعًا: أهمية التوعية المجتمعية

دور المؤسسات الصحية

نشر حملات توعية حول مخاطر الجلوس الطويل وأهمية الحركة اليومية.

دور الإعلام

تسليط الضوء على الدراسات الحديثة وتبسيط المعلومات للجمهور.

دور الأسرة

تشجيع أفراد الأسرة على الحركة، خاصة كبار السن.

ثامنًا: هل يمكن عكس الضرر؟

الأبحاث الجارية

بعض الدراسات تشير إلى أن التغيير في نمط الحياة قد يبطئ التدهور المعرفي، لكنه لا يعكس الضرر بالكامل.

أهمية الكشف المبكر

الفحوصات الدورية تساعد في اكتشاف التغيرات الدماغية قبل ظهور الأعراض.

تاسعًا: توصيات عملية

في العمل

  • استخدم كرسيًا مريحًا يدعم الحركة.
  • خذ فترات راحة قصيرة كل ساعة.
  • مارس تمارين التمدد أثناء الاجتماعات الطويلة.

في المنزل

  • خصص وقتًا للمشي يوميًا.
  • قلل من مشاهدة التلفاز المتواصلة.
  • شارك في أنشطة منزلية تتطلب حركة.

لكبار السن

  • شجعهم على المشي داخل المنزل أو الحديقة.
  • وفر لهم أدوات تساعدهم على الحركة الآمنة.
  • راقب فترات جلوسهم وشجعهم على الوقوف.

خاتمًا

الجلوس لفترات طويلة لم يعد مجرد عادة سلبية، بل أصبح خطرًا حقيقيًا يهدد صحة الدماغ. وبينما نعتقد أن ممارسة الرياضة كافية، تؤكد الدراسات أن الحركة المستمرة طوال اليوم هي المفتاح الحقيقي للوقاية من ألزهايمر. فلنبدأ بتغيير بسيط: الوقوف، المشي، والتحرك أكثر... فكل خطوة قد تكون استثمارًا في صحة ذاكرتنا.

إرسال تعليق

أحدث أقدم