-->

أفضل تمرين لنمو خلايا دماغية جديدة.. عالم أعصاب يكشف عن السر

هل تريد أن تعرف أي تمرين يساعد على نمو خلايا دماغية جديدة وكيفية تطبيقه عمليًا؟ يكشف علماء الأعصاب أن نشاطًا بسيطًا يوميًّا — مع نهج غذائي ونوم جيد — يمكن أن يحفز نمو عصبي حقيقي ويحسن الذاكرة والمزاج. في هذا المقال نشرح الأدلة العلمية، كيف تعمل الآليات، ونقدم برنامجًا عمليًا يمكنك البدء به اليوم.

لماذا نهتم بنمو خلايا دماغية جديدة؟

نمو خلايا دماغية جديدة وتعرف (neurogenesis) - خاصة في منطقة الحُصين (hippocampus) - مرتبط بتحسن الذاكرة، تعلم أفضل، مزاج أقوى، وقدرة أكبر على مقاومة الأمراض العصبية مع التقدّم في العمر. هذا ليس رفاهية للنخبة؛ بل هو شيء عملي يمكن أن يؤثر على جودة حياتك اليومية: كيف تتذكر أسماء الأشخاص، كيف تتعلم مهارة جديدة، أو كيف تتعامل مع الضغوط النفسية. الأمل الحقيقي هنا هو أن عادات بسيطة قابلة للتطبيق قد تُحسّن من صحة دماغك على المدى الطويل.

ما هو أفضل تمرين لنمو خلايا دماغية جديدة؟

أحدث التغطيات العلمية والتصريحات من أطباء وعلماء أعصاب تشير إلى أن تدريب المقاومة (Resistance Training) — أي رفع الأثقال أو تمارين وزن الجسم المنظمة — لديه تأثير قوي على إفراز عوامل نمو عصبي مثل BDNF، ما يدعم نمو الخلايا العصبية والتوصيلات في الحُصين. في المقابل، التمارين الهوائية (المشي السريع، الجري، ركوب الدراجة) وHIIT (التدريب المتقطع عالي الشدة) كذلك تُظهر فوائد قوية عبر تحسين تدفق الدم، تقليل الالتهاب، وزيادة قدرة الدماغ على التجدّد. إذن: المزيج الذكي بين مقاومة متدرجة + تمارين هوائية/HIIT هو الأكثر فعالية.

كيف تعمل التمارين على تحفيز نمو خلايا دماغية جديدة؟

1- إفراز عوامل نمو عصبي (مثل BDNF):

التمارين تزيد من مستويات BDNF — "المَرْكَبَةُ المُعزِّزةُ للدماغ" — التي تساعد خلايا الدماغ على البقاء، التمايز، وتكوين تشابكات عصبية جديدة. هذا يفسر جزئيًا لماذا شعورك بالانتباه والوضوح يزيد بعد التمرين

2- تحسين تدفق الدم وتزويد الأوكسجين والمواد المغذية:

النشاط البدني يزيد من الدورة الدموية إلى الدماغ، ويحسّن بيئة الخلايا الجذعية في الحُصين لتتكاثر وتنجو.

3- تقليل الالتهاب والإجهاد التأكسدي:

التمارين المنظمة تقلل إشارات الالتهاب المزمن وتحسّن دفاعات الخلايا ضد الأكسدة — وهما عاملان يعيقان التجدّد العصبي.

4- تنشيط الخلايا الجذعية العصبية:

أبحاث على الحيوان والبشر تُظهر أن ممارسة النشاط البدني تُعيد تنشيط خلايا جذعية كان بعضها في حالة "سبات" داخل الحُصين، فتبدأ بالانقسام وإنتاج خلايا جديدة.

مقاومة أم هواء أم HIIT؟

• التدريب الهوائي (المشي/الجري/ركوب الدراجة): مناسب للجميع، يرفع معدل ضربات القلب بنمط ثابت، ويُحسّن حجم الحُصين على المدى الطويل ويعزز الذاكرة. دراسات عشوائية أظهرت زيادات طفيفة في حجم الحصين بعد أسابيع إلى أشهر من التدريب الهوائي المنتظم.

• التدريب المتقطع عالي الشدة (HIIT): يسبب زيادة سريعة وكبيرة في مستويات BDNF بعد الجلسة، وقد يكون فعالًا عندما يهدف المرء لنتائج سريعة في الوقت المحدود. لكن تأثيره قد يختلف بحسب مدة/شدة البروتوكول. 

• تدريب المقاومة (رفع الأثقال/وزن الجسم): جذاب لأنه يحرِّر مستويات مرتفعة من عوامل نمو مثل BDNF، ويُحسّن الوظيفة المعرفية وذاكرة المسنين، وقد يكون "السر" الذي تحدث عنه بعض علماء الأعصاب كخيار مفضّل لنمو خلايا جديدة. 

• النتيجة العملية: لا تختار نوعًا واحدًا فقط. أفضل نهج هو برنامج متوازن يجمع بين تدريب المقاومة + تمارين هوائية (ومدخلات دقيقة من HIIT حسب التحمل والوقت).

برنامج تدريبي عملي مدته 8 أسابيع — لإنماء الدماغ (خطوات يومية وأسبوعية).

* ملاحظة: قبل البدء، إذا كنت تعاني من أمراض مزمنة أو لم تمارس الرياضة من قبل، استشر الطبيب.

الأساسيات اليومية:

- المشي السريع أو نشاط هوائي خفيف 25–30 دقيقة يوميًا (أو 150 دقيقة أسبوعيًا بمعدل معتدل).

- نوم كافٍ (هدف 7–9 ساعات ليلاً).

- نظام غذائي متوازن مع مصادر بروتين، أوميغا-3، وخضروات غنية بمضادات الأكسدة.

خطة أسبوعية نموذجية (مستوى متوسط):

• الإثنين — مقاومة (تمارين وزن الجسم أو أوزان حرة): 40–50 دقيقة، مجموعات مركزة على العضلات الكبيرة (قرفصاء، دفع، سحب).

• الثلاثاء — هوائي متوسط (مشي سريع/ركوب) 30–40 دقيقة.

• الأربعاء — HIIT قصير 20 دقيقة (1 دقيقة شدة عالية + 1.5 دقيقة تعافي × 8 دورات) أو بديل مقاومة خفيف.

• الخميس — راحة نشطة (تمارين إطالة، يوجا خفيف).

• الجمعة — مقاومة مركزة (أوزان تدريجية، 3–4 مجموعات لكل تمرين).

• السبت — نشاط ممتع (سباحة، كرة، مشي طويل) 40–60 دقيقة.

• الأحد — راحة تامة أو تأمل/تنفس عميق.

* نصائح عملية: زد الحِدَّة تدريجيًا، حافظ على تكرار أسبوعي ثابت، وركّز على الشكل الجيّد للتمارين لتحاشي الإصابات.

نمط الحياة التكميلي الذي يعزز تأثير التمرين على الدماغ

• نوم جيد: النوم الصادق ضروري لترسيخ المشابك العصبية وخلايا دماغية جديدة. تجربة دراسات تربط بين النوم الكافي وتحسن الذاكرة.

• تغذية داعمة: أوميغا-3 (الأسماك الدهنية)، مضادات أكسدة (خضار وفاكهة)، وبروتين كافٍ يدعم بنية الخلايا.

• تقليل التوتر المزمن: التوتر الهادِم يثبط التجدّد العصبي؛ تمارين التنفّس واليقظة الذهنية مفيدة.

•تحفيز معرفي: التعلم المستمر، القراءة، وحل الألغاز تَزيد من فرص الاحتفاظ بالخلايا الجديدة وإدماجها في الشبكات العصبية.

* أسئلة وإجابات قصيرة وواضحة

-هل يمكن للبالغين تكوين خلايا دماغية جديدة؟

نعم — الأدلة تشير إلى تجدد عصبي بالغ الأهمية في الحُصين لدى البالغين، ويمكن تحفيزه بالنشاط البدني والبيئات الغنية بالتعلم.

- كم من الوقت يحتاج لظهور تحسّن واضح؟

يمكن أن تلاحظ تحسّنات آنية في الانتباه بعد جلسة تمرين واحدة، ونتائج أكثر ثباتًا في الذاكرة وحجم الحُصين قد تظهر بعد أسابيع إلى أشهر من الالتزام. 

- هل رفع الأثقال أفضل من الجري؟

كلاهما مفيد. بعض علماء الأعصاب يسلطون الضوء على مقاومة كخيار قوي لدفع BDNF، لكن التمارين الهوائية تُحسّن بنية الحُصين وتدفق الدم بشكل ممتاز. المداواة هي الجمع بين النوعين.

خاتماً : ابدأ اليوم بخطوة واحدة محسوبة

الرسالة الواضحة من الأدلة العلمية ومن تصريحات علماء الأعصاب هي: الحركة تَمثُلُ دواءً قويًا للدماغ. لا يوجد تمرين سحري وحيد؛ لكن تدريب المقاومة مع مزيج من التمارين الهوائية و/أو HIIT، ممزوج بنوم جيد وتغذية جيدة، يوفر أفضل بيئة لنمو خلايا دماغية جديدة وتحسين الذاكرة والمزاج. ابدأ بخطة بسيطة قابلة للاستمرار — لأن الاستمرارية هي سر النجاح.

إرسال تعليق

أحدث أقدم